الاثنين، 23 أبريل 2012

رضاك عنا يا رب

الرضا وأنواعه ومراتبه

أفرح مع سورة الزمر:"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله".
"
وآية ..ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب" .تفتح باب الرضا ..

قال أحدهم: إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواك ..

وكان الأجدر بنا أن نشكره ..لأنه جعل فوق الشوك ورداً .. اللهم لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ..

قيل : الرضا يفرغ القلب لله تعالى .. والسخط يفرغ القلب من اللـه والعياذ باللـه

قال علماء النفس إن كثيرا من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمل . وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم

الرضا : هو سرور القلب بمُرِّ القضاء .. طيب النفس بما يصيبه ويفوته مع عدم التغير
الرضا هو: ان تلقي المهالك بوجه ضاحك و سرور يجده القلب عند حلول القضاء
هو : نظر القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد، الارتياح لما يختاره الله لك وهو ترك التسخط

هنالك ثلاث أنواع من الرضا يتجه نحوها الإنسان وهي :
رضا الله تقربوا إلى الله ونولوا رضاه وابتعدوا عن كل ما من شانه يبعدكم عنه عز وجل فصلاحكم وحسن خاتمتكم هو التقرب إلى الله

2- رضا النفس : ارضي نفسك وارضي ضميرك

3- رضا الآخرين عنك : نتوقف قليلا ونتساءل عندما رضيت ربي ونفسي فهل رضي الناس عني.. ؟

قال النبي (ص): (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً) رواه مسلم
طعم الإيمان هو طعم الحياة الهانئة, و طعم راحة البال وسكون الخاطر وجمال الروح وسرور القلب وهدوء النفس واستقرارها في معترك هذه الحياة والمنغصات والكوارث والنكبات!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "إنه من لزم ما يرضي اللّه من امتثال أوامره واجتناب نواهيه لا سيما إذا قام بواجبها ومستحبها، فإن اللّه يرضى عنه، كما أن من لزم محبوبات الحق أحبه اللّه‏ ‏(‏ من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلى عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته‏)‏ الحديث‏.‏
وذلك أن الرضا نوعان‏:‏
أحدهما‏:‏ الرضا بفعل ما أمر به وترك ما نهي عنه‏.‏ وما أباحه اللّه من غير تعدٍ إلى المحظور، كما قال‏:‏ ‏{‏وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ‏}‏‏[‏التوبة‏:‏ 62‏]‏‏، وهذا الرضا واجب؛ ولهذا ذم من تركه بقوله‏:‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ‏}‏‏[‏التوبة‏:‏ 58
والنوع الثاني‏:‏ الرضا بالمصائب، كالفقر والمرض والذل، فهذا الرضا مستحب في أحد قولي العلماء‏ وليس بواجب، وقد قيل‏:‏ إنه واجب، والصحيح أن الواجب هو الصبر‏.‏ كما قال الحسن‏:‏ الرضا غريزة، ولكن الصبر معول المؤمن‏.‏
وقد رُوي في حديث ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏ ‏(‏إن استطعت أن تعمل بالرضا مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا‏)‏‏.‏

ثم ذكر ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً [الأنعام:114]

قال: وهذا هو النوع الثالث من أنواع الرضا

قال الله تبارك وتعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65].

ثم إن ضد الرضا هو: المنافاة، والمعارضة، والاعتراض، والمدافعة، والمنازعة، والممانعة، هذه الآية الكريمة تبين مراتب الرضا، ودرجاته هي تبدأ أولاً بالتحكيم، وتنتهي بالتسليم.
المرتبة الأولى من مراتب الرضا: التحكيم

المرتبة الثانية من مراتب الرضا: انتفاء الحرج

المرتبة الثالثة من مراتب الرضا: التسليم

يقول ابن القيم رحمه الله: 'إن الرضا من أعمال القلوب، نظير الجهاد من أعمال الجوارح
وأما الرضا بالكفر والفسوق والعصيان‏:‏ فالذي عليه أئمة الدين أنه لا يرضى بذلك، فإن اللّه لا يرضاه كما قال‏:‏ ‏{‏وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ‏}‏‏[‏الزمر‏:‏ 7‏]‏،

وقال‏:‏ ‏{‏وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ‏}‏[‏البقرة‏:‏ 205‏]‏،

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ‏}‏[‏التوبة‏:‏ 96‏]‏،

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا‏}‏[‏النساء‏:‏ 93‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ‏}‏[‏محمد‏:‏ 28‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ‏}‏[‏التوبة‏:‏ 68‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ‏}‏‏[‏المائدة‏:‏ 80‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ‏}‏‏[‏الزخرف‏:‏ 55‏]‏.
فإذا كان اللّه ـ سبحانه ـ لا يرضى لهم ما عملوه بل يسخطه ذلك، وهو يسخط عليهم، ويغضب عليهم، فكيف يشرع للمؤمن أن يرضى ذلك وألا يسخط ويغضب لما يسخط اللّه ويغضبه‏؟

مراتب الدين كالتالي:الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان وهو أعلاها مرتبة وأعظمها

قيل ليحيى بن معاذ : متى يبلغ العبد مقام الرضا ؟ قال "إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يتعامل به ربّه فيقول : إن أعطيتني قبلت , وإن منعتني رضيت , وإن تركتني عبدت , وإن دعوتني أجبت"

قال الرسول صلى الله عليه وسلم "(اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)

الرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا يجعل النفس تودع خواطر اليأس ولسعاته القاتلة ويجعل الإنسان يركز تفكيره على حزنه لأمور لم يستطع الحصول عليها أو على أمور تعرض لها أو حزنه على أمور فاتت مما يسبب له القلق المستمر والحيرة والهم والاضطراب النفسي وعدم راحة البال وتراه دوما يردد لماذا لست مثل فلان ولماذا لم احصل على ذاك الشئ وهكذا من الخواطر التي تقتل الاستمتاع بجمال ما حولنا وتجعله لا نال ما يتمناه ولا استمتع بما في يديه!

هناك تعليق واحد: