الاثنين، 23 أبريل 2012

احتفالية عبدالفتاح مرسي روائيا




عرفت الاديب والناقد عبدالفتاح مرسي من الندوات الأدبية منذ ايام الراحل أنور جعفر

॥ متحدث لبق عندما يأخذ الكلمة لا تتركه ॥ دعوته لافتتاح نادي الشعلة بمنطقة ابو سليمان الشعبية وحاز القبول فهو مؤرخ للشعبيات ॥ وقدم لي دراسة عن مجموعة تدحرج الصور اعتز بها ॥ كتبت معه دراسة عن الراحلة حميدة راقم من جيل لا نعرفه لكنه أعادها للحياة الأدبية وطبع لها مجموعة قصصية بدار دفقات للنشر

هذا بعض من هوامش سيرة الاستاذ عبدالفتاح مرسي الفائز بجائزة الاتحاد هذا العام عن ادب السيرة

والي ندوة شهر ابريل 2012 الفقيرة تنظيميا كعادة اتحاد كتاب مصر فرع الاسكندرية بعد ان استولت قهوة بح بح علي معظمهم

يومها قلت عبد يستحق أفضل من هذا والجمل تحتها خط هي عناوين رواياته

دفقات المسكوت عنه

في أدب ونقد عبدالفتاح مرسي رؤية للشربيني المهندس

عندما تأكل نغدة التفاح فلا يدهشك العنوان ، ارض الإبداع التي تنجب مبدعا يختال بالثقة والكبرياء زهوا بالموروث وتحفزا للتجديد والتجريب تستحق أن نرفع لها القبعة ، رغم شهوة الموقف المتحرك وغرابة العناوين..

.. الإبحار في مياه سياسية مراوغة وسط ريح زرقاء مجازفة كالليل وجبروته ، لكن ثمة شخص علي مشارف النهار إذا اقتربت منه احترقت فيه ، وآخر إذا اقترب منك احترق فيك ، أما أنت يا عبدالفتاح فتحترق في ذاتك .. احتراقك الداخلي يحده غلاف شفيف يمكن أن يحيل ما يحترق بداخلك إلي ضوء يسقط علي من حولك .. ونتمنى أن يصير ذلك كمصباح ، لنتجنب الدحديرة ، ونتمسك بالموصول ، لكن أقنعة الصفاقة المدهشة لها رأي آخر ، فللبحر حالات علينا احترامها وقد صارت حياتك حدوته يمكن التقليب فيها..

هذا ليس كلام المسخوط من سيرة علي بلوط ، ولا الحاج مرسي ..وما نفاه عبداللـه عن نفسه أيضا ، ربما يكون هذا اقتباس بطعم الرماد .. لكن يبقي للنقد أصوله سواء كان عبداللـه مدير مصنع في المدينة أم غاب عنها في حواري البيئة الشعبية بحثا عن سوسن وكوثر ونانا وأخواتهن وملمح رؤية خاصة للكاتب والمرأة .. الحكاية عند عبدالفتاح مرسي ـ الكاتب المغموس في الأحوال المصرية والعربية ودفاترها ـ تتكون من لوحة عن واقع البيئة الشعبية وناسها في الغالب برائحة من نبش الذاكرة ومراوحة بين الماضي والواقع .. وتأتي منمنمات الآلام البشرية المأزومة وخلفية أيدلوجية لصراع الاشتراكية والرأسمالية لتبرز الصورة .. كاتبنا عاش واقع ما يكتبه شريكا وراصدا وكتب أدبا يميزه ..فهو قد يتعلق بالتاريخ ودراسته ويستطرد في ألحكي عما تعرفه وما يعتقد أنه إضافة للرؤية ، وقد اندلع الصراع ولم يتوقف بين اوزوريس وست أو الخير والشر ، وربما يجعلك تستنبط ما تستنبطه اعتمادا علي الاسترجاع والاستذكار الجمعي أو الفردي حينا آخر..

هو يستحلب الذاكرة لكنه يحاول أن يضعنا مع الراوي العليم في المكان الواقعي صعودا علي درجات السلم أو داخل المصعد لتختلف نماذج العرض وتتباين الشخصيات مع كثير من السذاجات التي يمكن تحويلها إلي أعمدة الحكمة ..قد ينجح في الابتعاد عن المكان الوهمي رغم التوتر الدرامي وتدفق الحكايات برائحة المدينة أو طعم الحارة ، وشعور في كل الأحوال بمرارة عصر التراجع والتفكك وكيف يواتيك النوم بعد هذه الصدمة .. وقد يحاصره الشرح الممل وهو يحاول الرد علي عملاء الحداثة والغموض فيسارع بالاعتراف بأنه (برعي المدب) الذي ساعات يعمل حاجات ويندم غليها ، لكن المسكوت عنه يدفعه للخروج السريع أو العودة لحفر الذات وناصريته تقول الكثير عن المهزوم الذي يجب عليه أن يتناسي طموحاته ويذوب في نسق المنتصر وعاداته .. المسكوت عنه هو نفس ما يمارسه شخوصه من قهر وعهر وقسوة تعكس صورا في لحظة فاصلة قد تكون صادقة وربما يميل إلي الانفصال بجرأة في محاولة لإعادة التوازن بين أحلام اليقظة وتضخم الذات .. فمع العمامة والتاج أسئلة لا يضع لها إجابات محددة تاركا الفرصة لترتاح لجواب يخصك .. يقول في رواية طعم الرماد (كعاشق لأمك انشراح منصور..لم يذكر لك إن كانت أمك تصلي مع أجراس الكنيسة ، أم مع رفع الأذان ..كما أنك لم تسأل هذا السؤال الذي كان دائما علي طرف لسانك..) المفارقة هنا ونراه متميزا فمعظم نصوصه بأسلوب بسيط ومباشر .. وقد دمج بين اللغة العربية والعامية رغم زغرات حراس اللغـة .. تأتي اهتماماته بهموم الإنسان الحياتية والجنسية في مقدمتها مغلفة بقالب ساخر أحيانا ،والفنتازيا ايضا ، وكوميديا سوداء أحيانا أخري .. يستغرقه الهم القومي وتستهويه السياسة فيحاول أن يشعرك بأنه لا يكتب رواية بل يحكي لك وحدك في لقاء حميمي لتعيش معه ذكرياته وأفكاره وزمن العكاكيز ، ومسربا من بينها تصوراته الأيدلوجية والتي ترتديها شخوص أعماله مع حيلة التقرب للقارئ رافعا إياه من خانة الزبون إلي خانة الصديق ليغفر له إن استفزه وهو ينتقل من دور العاشق إلي دور الصديق أو الناصح الأمين او فيلسوف اللحظة .. ويحاول الاستيقاظ إن طال المشهد وعندما تشي به عناوين قصصه .. ولماذا يقوله الآن وقد مضي أكثر من عمر .. هي إذن دفقات أدبية بمذاق النهار وطعم خاص ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق