الاثنين، 7 مايو 2012

مصر وفرنسا


وتعهد هولاند (57 عاما) الذي فاز ب52 في المئة من الأصوات في جولة الإعادة بتغيير اتجاه اوروبا في حالة انتخابه والعمل على إحياء الاقتصاد من خلال تحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية. ووسط إقبال قوي على الانتخابات بلغ 80.2 في المئة أدلى اكثر من ثلث الناخبين بأصواتهم لمرشحين من خارج التيار السياسي الرئيسي مما ينبئ باحتمال إعادة تشكيل التوازن السياسي في فرنسا خلال الانتخابات البرلمانية في حزيران (يونيو). وقالت لوبان (43 عاما) 'لن يعود أي شئ كما كان'.
يقول سمير عطا اللـه .. تابعت انتخابات الرئاسة الفرنسية نهار ومساء الأحد وأنا أفكر في مصر، وليس في فرنسا. أصغيت إلى خطب المرشحين وتوقفت عند خطاب واحد، هو الذي ألقته السيدة إيفا جولي، زعيمة «الخضر» التي فازت باثنين في المائة من الأصوات. بالنسبة إليّ، وبالمقارنة مع معركة الرئاسة في مصر، كان خطاب إيفا جولي هو الأكثر أهمية، لماذا؟
لأن السيدة جولي نرويجية الأب والأم، ومولودة في أوسلو. ولأن المرأة المولودة 1943 نشأت في حي فقير من أحياء أوسلو، وعملت خياطة في المنازل، وفي مصبغة، وجليسة أطفال، قبل أن تدرس الحقوق في فرنسا وتدخل جهاز القضاء الفرنسي وتصبح أشهر قاضية في باريس أواخر القرن الماضي بعدما دحرجت كبار الرؤوس في فضائح الفساد. حرم المصري حازم أبو إسماعيل من حق الترشح للرئاسة لأن والدته حملت جواز سفر أميركيا. ومنع آخرون لأسباب مختلفة من دون أحكام قضائية. وعند الثامنة من مساء الأحد قبل رئيس الجمهورية الفرنسية وزعماء اليمين واليسار، نتائج الانتخابات من دون أن يدعو أي منهم «ملايين الشباب المصريين إلى الجنة» وإلى التذابح وتحويل النيل من مجرى مائي إلى مجرى دم وجثث وأشلاء.    لم يقل الرئيس الخاسر إنه سيلغي النتائج، ولا المرشح المتقدم إنه سوف يلغي الموالاة. كل ما قاله الأخير أن هذه فرصة للنهوض بفرنسا. لم يقل أحد إنه سوف يحيل الصحف والكتّاب الذين ضده إلى المحاكمة. بعد برامج الانتخابات شاهدت على القناة الفرنسية الثالثة فيلما قديما مضحكا هو «أوسكار». ولم يخطر لي أن الرئيس المقبل أو البرلمان المقبل سوف يقتطع منه الضحكات المصورة قبل أربعين عاما.                                              عندما يصبح كل عهد سابق بائدا، سواء تغير الحكم بالدبابة أو بالاقتراع، لا نعرف حتى الآن ما هو الفرق وإذا عرفنا رفضناه. تقبل جميع المحظورين من الترشح قرار اللجنة القانونية إلا حازم أبو إسماعيل فقرر الرد في الشارع. كيف أكون ضد منع أبو إسماعيل وأيضا ضد احتجاجه؟ لأن القانون الذي منعه جائر، بعكس رحابة القانون الفرنسي، ولكن الطعن في القانون يكون في المحاكم لا في الشوارع، وبالدعوة إلى التعديل لا بدعوة ملايين الشباب المصري إلى الجنة!                            الجنة الحقيقية على الأرض هي حكم القانون، شرط أن يكون عادلا. وحكم القضاء شرط أن يكون نزيها. الديمقراطية تعطي الحق للأكثرية لكنها لا تلغي حق أحد. وقد جعلت فرنسا رشيدة داتي وزيرة للعدل من دون أن تسألها لماذا ولدت في المغرب.                                                              لطالما علمتنا مصر الدساتير والقانون واستقلال القضاء. لا تخربوها: لا تمازحوا استقرارها