الاثنين، 16 يناير 2012

هل تظهر النداهة بالميدان







هل ستظهر النداهة بميدان التحرير يوم 25 يناير

ان كان شر البلية ما يضحك ، فإن كنت تصدق قول المحامي إن الحمار ما شافش حاجة ، والبغل ما سمعش حاجة ، والجمل ما نطقش بحاجة . فأنا لا أصدق الإشاعات وما يردده البعض ماحدش فاهم حاجة في البلد دي .. ولا أخفي شعور بالقلق يراودني منذ اختفاء اللهو الخفي والطرف الثالث من الحياة اليومية في مصر ..
هل تم سحبه من السوق لاحتكاره ورفع ثمنه أم لاستبداله ..؟
الحقيقة شعور بكارثة تنتظرنا لا يترك الكثير من الناس في مصر .. رغم تفاؤل مشوب بالحذر ويسبقه إيمان والحمد للـه بعدالة السماء لكنها النفس الأمارة بالسوء ..

السوء ونظرياته بدأ مع ما حدث في يناير الماضي منذ البداية .. هل يصدق أحد عودة الحرب بالخيل والحمير والجمال بميدان التحرير عام 2011 ..

ورغم الاختلاف في تسمية ما حدث بالانتفاضة الشعبية الغاضبة أو الثورة لكن لم يتوقف أحد عن محاولة سرقتها وركوب الموجة .. وتحولت إلي تهريج سياسي في جانب منها .. فهل هي الفوضى التي كان يقصدها المخلوع ..؟

ام الفوضى في الانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي .. وهل هي ظواهر طبيعية تصاحب الثورات أم مفتعلة ..؟ مثل احتضان العسكر للثورة هل كان استراتيجيا أم تكتيكيا ..؟

لنستعيد بعض الجوانب الايجابية لما حدث خلال العام المنصرم وعلي القمة خلع الرئيس السابق حسني مبارك وتحويله للعدالة فيما سمي محاكمة القرن ..وإنهاء مشروع التوريث لنجله بالقاضية وهي تلقي موافقة 99 بالمائة من الشعب والجيش المصري حقيقة ..

ننتقل مع النسبة المذكورة لتكون آخرة مرة لظهورها فقد تم تصحيح نتائج التزوير المباركة من النظام الحاكم وإلغاء مجلسي الشعب والشورى ، وتقديم رموز النظام للعدالة رئيس مجلس الشعب والشوري والوزراء ونجلي الرئيس وبعض الوزراء ..

المفاجأة السارة عودة احترام القانون من جانب الحكومة حيث تم حل الحزب الوطني الحاكم بقرار محكمة .. وتم حل المجالس المحلية بقرار محكمة .. وقامت الحكومة بالتنفيذ .. وأخيرا ظهور نتائج الانضباط الأمني ونحمد اللـه لذلك وعدم الوصول لفوضى المخلوع .

ولا اعتراض علي أحكام القضاء ، وتأخر الحكم في أحداث موقعة الجمل حيث يقول الشاعر الكبير سمير الفيل (الجمال والبغال والحمير التي ذهبت لميدان التحرير في الموقعة الشهيرة كفيلة بإعدام العصابة بكل رموزها. لكن المحامي الديب بيقول إن الحمار ما شافش حاجة ، والبغل ما سمعش حاجة ، والجمل ما نطقش بحاجة. ماعادش إلا الكلب الكبير..

ولكن لا يفوتنا تسجيل الجوانب الرمادية من استمرار الاعتصام والمطالب الفئوية التي صبر عليها أصحابها أعوام طويلة ، ويستغل البعض تراخي القوة القابضة للجهاز التنفيذي للدولة أو غياب هيبتها ليفعل ما يريد خروجا علي القانون من البناء في الأراضي الزراعية وناطحات السحاب المخالفة للقوانين ، وقطع الطرق ومسارات القطارات ،وبلطجة البعض لمصدر للرزق أو مراكز قوة جديدة ..

ومنها ظهور الديكتاتورية والفرعنة داخل ميدان التحرير .. هل تصدق ثوار يتجمعون خارج النيابة لتأييد ممدوح حمزة أو نوارة نجم او .. لتنجح خطة القضاء علي الثورة بتمزيقها إلي ثوار فلان وعلان بدلا من ثوار مصر.. والكارثة التأثير علي قرارات النيابة بل والمصيبة منع دخول الوزراء الي مقار عملهم لتختلط الأمور أمام الناس بين البلطجة والثورة ومحاولة تشكيل وزارة خاصة ، وتظهر خطيئة عدم وجود قائد أو مجلس قيادة للثورة لتصحيح المسار

الأسوأ علي الإطلاق مسألة الحرائق ، بدءا من حرق منشآت عامة مثل مباني وزارة الداخلية وانتهاء بحرق المجمع العلمي .. ومع استمرار اعلام الفتنة أو نظرية عضة الكلب الشهيرة لا استطيع نسيان الخازوق الذي حاول البعض دقه بين الشرطة والشعب ثم بين الجيش والشعب ليتحول اللون إلي الأسود ، ويزداد السواد مع قرب حلول 25 يناير 2012الذي يذكرني بأغنية فريد الأطرش ( عدت يا يوم مولدي .. )

مع الذكري تحلو الحواديت .. وبصرف النظر عن كون الاحتفالية بعيد الشرطة كالعادة أو بالعيد الأول للثورة أو الذكري الأولي للثورة التي أشبعها الأعادي قتلا وإصابات .. ما حدث أقرب للخيال ويبقي للذكري هواجسها طبقا للتسمية احتفالية أم ثورة جديدة ..

من حواديت المصطبة حكاية القط وأرواحه السبعة ، والقط الأسود الذي تعود روحه للانتقام ..وإذا كنت من أبناء الريف، أو قدمت من المدينة لتزور أهلك أو أقاربك في قرية ريفية، لا تمشي وحدك في وسط غيطان الذرة ليلا.. لابد أن البعض حكي لك عن النداهة وهي مشهورة في الريف ،أما أهالي المدينة فيعرفون نداهة الأديب الكبير يوسف إدريس من فيلم النداهة للفنانة ماجدة وشكري سرحان .. عموما هل هناك من "يكمن" لك في الذرة ليقضي عليك برصاصة..؟ ام لأن النداهة تفرض حظر تجوال فردي ليلا.. لذلك تبدو النصيحة واجبة .. من فضلك لا تستجيب "أيا كان الأمر" لأي نداء لك من مصدر مجهول، فربما تكون هي..

يقولون إنها امرأة جميلة والعهدة علي القائل تظهر في الليالي الظلماء بالحقول ، لتنادي باسم شخص معين، ويتبع هذا الشخص النداء كأنه مسحور إلى أن يصل إليها، ثم يجدونه ميتا في اليوم التالي. تلك هى النداهة أو"الجنية" التي يمكنها التشكل بأكثر من شكل، ولا يمكن التخلص منها إلا بذكر الله، ورش الملح عليها .. ودعوا الشيطان يرقد علي محفته يباركه الحاخام الإسرائيلي .

في فبراير الماضي تزوج العسكر من الثورة وتركوا المخلوع يمضي .. وانقضي شهر العسل سريعا ربما لسلمية الثورة وعلي رأي المثل القديمة تحلي وعاد العسكر للنظام القديم .. فماذا عن فبراير القادم ..؟

غيطان الذرة في ميدان التحرير يختبئ خلفها رجل طموحاته تسبقه للرئاسة، والضغوط عليه تدعوه للتراجع وتسليم السلطة لرئيس مدنى يجرى التوافق عليه. وأمريكا وشباب غاضب. قبل أن تستجيبوا لنداء البعض بإحراق مصر يوم 25 يناير حزنا علي الدولارات التي ستضيع منهم أو الريالات أو من يؤرقهم تحقيق باقي أهداف الثورة بالتخلص من النظام الفاسد بعد التخلص من رئيسه فباللـه عليك تذكر النداهة واذكر اللـه القائل ادخلوا مصر إن شاء اللـه آمنين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق