الجمعة، 19 مارس 2010

من وراء الكواليس









من وراء كواليس

مصر الأخرى

وبريق الدروع لا يتوقف أمامي شعرت أن الدهشة التي طالتني علي كبر ستلازمني طويلا ، وكأنها إرهاصات قدرية ، ونحن نعيش في شركة نتبادل أكل لحوم الزملاء ، ومسلسل التصفية الذي بدأ ببيع أول الوحدات الصناعية كأرض خراب أمام أعيننا يستمر ، ونحن نتقاذف الطوب وأين حق العمال وصندوقهم القانوني ، والذي أصبح بين يدي المجهول قانونا أيضا ..

فقد تجددت الدهشة مع الصدمة ، وعمال امونسيتو للغزل وموقع إسلام اون لاين ما زالوا مضربين وودن من طين ، وقد تجنبنا الحديث الودي مع العمال عن المعاش المبكر، ولم تكن مثل صدمة الدكتور البرادعي مدير وكالة الطاقة النووية السابق والتي لم تصلني رغم ذكرياتي عن الفشل في الالتحاق بقسم هندسة الإسكندرية النووي واحمد اللـه علي ذلك ، وهي لا تماثل صدمة النجم الذي عاد للتألق في سماء مصر، ومسلسل أحداثها التي تسير بالمقلوب كما يقول البعض أو التي يتبادل فيها المنطق وقرينه المواقع كما يري البعض، وقد سكتت شهرزاد بسرعة عن الكلام المباح ، والدكتور المهندس إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق وحكاياته بين يدي النيابة ..

الصدمة كانت لإنسان مصري بسيط من الغالبية الصامتة التي لا تستعذب طعم السياسة ولا تشم ريحها .. الريح كانت طيبة هذه المرة فقد جاءت مع دعوة كريمة وأمسية ثقافية تنظمها مكتبة أكمل بالإسكندرية ،وضيفها الدكتور محمد المخزنجي الأديب المعروف ، وخرجت لأكتب مقالي الغناء في الظلمة والطير النهاري، والذي لم ينشر ورقيا ، وعندما نشرته مجلة أمواج السكندرية الالكترونية تم رفعه من الواجهة الرئيسة خلال أيام إلي الظل رغم خلوه من الغمز واللمز ، ربما بسبب فشل البحث عن ميشيل ..

(قبل أن نبحث مع الدكتور محمد المخزني عن الأستاذ ميشيل فكرت في سرد الحكاية بداية من نقطة تأثير الانطباعات الأولية للقاء مع الأديب الدكتور محمد المخزني .. فهذه هي المرة الأولي التي التقي فيها بالدكتور وجها لوجه بمكتبة أكمل بالإسكندرية ، وهي النقطة التي شغلت حيزا من اللقاء مع سؤال الدكتور محمد العبادي عن تأثير الانطباعات الأولي لسلسلة اللقاءات المصورة التي تبنتها جريدة العربي الكويتية وكان رائد فكرتها الدكتور محمد المخزجي ..

رغم عصر الصورة وهيمنة شبكة الانترنت والفضائيات علي رؤى الناس والعصر ، تظل حميمة ودفء اللقاءات الإنسانية تحمل وهجها الخاص ، هذا ما طرأ علي خاطري بعد دقائق من جلوس الهدوء الجميل إلي المنصة وكأنني أعرف الدكتور محمد المخزني منذ فترة طويلة وسري دفء المشاعر الإنسانية وحديثه الشجي يطربني وهو يقول لو لم أكن من مدينة المنصورة لوددت أن أكون سكندريا ..)

تجاوزت دهشة اليوم بكاء الدكتور السعيد الورقي ، وتصفيق الحضور حملة هدايا الشاعر عبدالعزيز البابطين بمدرج كلية اللغة العربية بآداب الإسكندرية ، ومؤتمر تجليات النقد في ذكري الدكتور محمد زكي العشماوي وقد شطح بي الخيال إلي الوحدة الثقافية العربية ، وتجليات قيم أصيلة نتمناها ، والباص يتوقف صباح السادس عشر من مارس مع الملاكي التي صاحبته من جمصة حتى مبني كلية الآداب جامعة المنصورة ، لأعيش لحظات استقبال كبار الزوار بمدرج أحمد لطفي السيد وأجنحة الحب ترعانا ودفء العلاقات الإنسانية يحيط بنا ويوم مهرجان الشعر السنوي للكلية بالتعاون مع هيئة الفنون والآداب بالإسكندرية وكلمات من القلب للأستاذ الدكتور محمد أحمد غنيم عميد الكلية ورفاقه الكرام مع بريق الشهادات وميداليات التقدير ودروع السلام والتآخي تعلنها صريحة أن الإسكندرية معشوقة المنصورة أرض الجمال والخير ومصر التي نتمناها والتي تبادلها الإسكندرية موجات الحب .. ومع ابتسامة الدكتور محمد زكريا عناني رئيس هيئة الفنون وهو يرفع الدرع بيد وبالأخري يد ودرع الدكتور الجراح الشاعر محمد رفيق خليل وهمسات تقول ويبقي الشعر .. أقصد ويبقي الحلم يصاحب الدهشة ..

كتبها الشربيني المهندس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق