الأحد، 14 نوفمبر 2010




وباء الإحباط

غريبٌ أن يشتكي الجميعُ من الكل، وأن يتهم الجميع الكلَّ الآخر بالجهل والغباوة، وسوء الظن والخيانة ، وانعدام الخلق، وقلة الحياء......!

والمُدهش في الأمر أن المُشتَكَى منهم غائبون دائما!

وعجيبٌ أيضا أن يعتاد كثيرون إحباط الكثيرين، وأن يُصبح شائعا أن يذم الحاضرون الغائبين، وأن يُشكك المتحدثون في نوايا الصامتين، وأن يلعن المجتمعون بقية المتفرقين، وأن يصبح الإحباطُ ألذَ وجبةٍ وأشهى طبقٍ شعبي واسع الانتشار وبدون دعم ... !

يقول د/ عائض القرني أن الفارغون أكثر ضجيجاً

إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة

وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة

إن كل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ

أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح

إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها

السيف يقص العظام وهو صامت والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف

فالتافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور

كالنحل ينشغل برحيق الزهور فيحوّله عسلاً فيه شفاء للناس

فاعمل واجتهد وأتقن

قيل أن بعوضة هبطت على نخلة فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة

تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير

فقالت النخلة للبعوضة والله ما شعرت بك يوم وقعت

فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟

واعلم أن الأسد لا يأكل الميتة أما الصراصير فعملها في القمامة

الزبالة وإبداعها فيها

يقول توفيق ابو شمر من فلسطين .. لقد اكتسح وباءُ الإحباط مجتمعنا، وغدونا لا نرى في الورود سوى الأشواك، وتحولنا من حالة الحضور في الوطن إلى حالة الغياب، وأصبحنا نعيش في أوطاننا بأجسادنا فقط، ونحيا في عواطفنا وأحلامنا في أوطان غيرنا، نتمناها في الحلم ،وندعو في سرنا أن تكون أوطانُ الآخرين لنا مستقرا ومُقاما..............!

تُرى من المسئول عن نشر وباء الإحباط ، وفيروس الاحتقار للأهل والعشيرة والوطن........؟ هل هو (غول) الألفية الثالثة؟ أم أنه (ضبع) الاستعمار البغيض؟ أم أن المسئول الأول والأخير هو (ظلمُ ذوي القُربى)؟!

وهل وباء الإحباط مرض مقيم، أم مرض تنشره ذبذبات الألسن وحركاتُ الشفاه؟

أم هو مُنتَجٌ من منتجات مخابرات الدول، وعيون الشركات والمؤسسات ، ومعامل صك قوالب الشعوب، وتغيير جواهرها..........؟

أم أن الوباء مؤامرةٌ عالمية خطيرة وكبيرة ترمي لتقسيم العالم إلى نصفين، نصفٍ مستهلك فقط يحيا بالجسد، وآخرٍ منتجٍ مبدعٍ يحيا بالروح والعقل والإبداع؟

يبدو أن الإجابة الصحيحة تكمن في كل الاستفهامات السالفة.

ولعلّ خطورة الأمر تكمن في أن وباء الإحباط قادرٌ على استنساخ نفسه ألاف المرات في اليوم الواحد، وهو قادرٌ على تدمير البنية الأساسية للتطور والنهوض في المجتمعات المتمثلة في الجيل الصاعد والأطفال، وهم الأكثر تأثرا بهذا الوباء!

كما أن البيئات التي يتناسل فيها هذا الوباء ويتكاثر، هي بيئات القحط الفكري ، حيث يوجد نظامُ تعليمٍ يعتمد سياسة حشو العقول، لا تفتيحها وتنويرها وتثقيفها.

وينتشر الوباء أيضا في دول النظام السياسي الديكتاتوري الديماغوجي، حيث يسودُ الاضطهاد والملاحقة والسجن والقتل، وتنتشر المفاسد والرذائل .

نعم إن وباء الإحباط مُنتَجٌ مهجّنٌ، مكون من خليطٍ من جِينَة الجهالات، ومن نطفة الخرافات، ومن سلالة الضلالات، وهو يتكاثر ويتعدد ويتجدد ويتوالد ويتناسل ويتشظى بسرعة البرق.......!

ولعلّ أهم الأدوية الفعّالة في علاج هذا الوباء الخطير، هو نشر وتعليم وتطبيق الديمقراطية بمفهومها الواسع والصحيح .

لا تنظر إلى مايقال خلف ظهرك وماذا يقولون عنك

ولكن انظر إليك أنت كيف تقيم مشاعر الناس مخلوطة بالأدب والاحترام

ونظرتك أنت لنفسك واحكم بالعدل والإنصاف

الناس معادن ونفائس فيهم الغالي وفيهم الرخيص

ومنهم من له بريق ألماس وصلابة الحديد

وفيهم من يبهرك بلمعانه لكن من أول لمسه له

تكتشف زيف هذا اللمعان ويظهر اللون الأصلي الباهت الرخيص

نفاسه معادن الناس بحسن الخلق ومعاملة الناس

إذن نحن من يحدد قيمه أنفسنا

الناس كالنوافذ ذات الزجاج الملون تتلألأ وتشع في النهار وعندما

يحل الظلام يظهر جمالها الحقيقي (يظهر فقط إذا كان هناك ضوء من الداخل(بالفعل أرجو أن يعرف الإنسان حقيقة معدنه ويحاول اصلاحه قبل دخول قبره كي يحاسب

فقد يكون يحمل الجواهر الثمينة وهو لا يعرف وقد يحمل أرخص المعادن وهو لا يعرف

الماس..ذهب .. فضة .. لؤلؤ .. زمرّد .. مرجان .. الخ

ابحث عن نفسك وزنها قبل أن تفقد من تحب

فـكن ثريا بأخلاقك تكسب احترامك لنفسك

ورود أغرسها بداخلك لتسعد::

الوردة الأولى
تذكر ان ربك يغفر لمن يستغفر
ويتوب على من تاب
ويقبل من عاد

الوردة الثانية
أرحم الضعفاء تسعد
وأعط المحتاجين تُشافى
ولا تحمل البغضاء تُعافي

الوردة الثالثة
تفاءل
فالله معك
والملائكة يستغفرون لك
والجنة تنتظرك

الوردة الرابعة
امسح دموعك
بحسن الظن بربك
واطرد همومك
بتذكر نعم الله عليك

الوردة الخامسة
لا تظن بأن الدنيا كملت لأحد
فليس على ظهر الأرض
من حصل له كل مطلوب
وسلِم من كل كدر

الوردة السادسة
كن كالنخلة عالية الهمة
بعيدة عن الأذى
إذا رُميت بالحجارة
القت رُطبها

الوردة السابعة
هل سمعت أن
الحزن يعيد ما فات!
وأن الهم يصلح الخطأ!
فلماذا الحزن والهم؟

الوردة الثامنة
لا تنتظر المحن والفتن
بل انتظر الأمن والسلام والعافية
إن شاء الله

الوردة التاسعة
أطفئ نار الحقد من صدرك
بعفو عام
عن كل من أساء لك من الناس

الوردة العاشرة
القرآن
والذكر
والاستغفار
أدوية ناجحة
لكل كدر وضيق

منقول بمناسبة عيد الأضحي

هناك 3 تعليقات:

  1. مصادر الاحباط زي الهم ع القلب اقرأ الاهرام اليوم (قالت "الأهرام" فى افتتاحيتها إن هناك نحو 70 ألف قضية فساد فى مصر بينها خمسة آلاف قضية إهدار للمال العام، معتمدة على إحصائية أعدتها لجنة الشفافية والنزاهة بوزارة التنمية الإدارية.

    وكشفت "المصرى اليوم" عن أن المذكرة التى أعدها خبراء وزارة السياحة والجهاز المركزى للمحاسبات عن الخسائر التى تكبدها الاقتصاد المصرى جراء إغلاق فندقى "شيراتون الغردقة" و"الميريديان" منذ بيعهما للمستثمر السعودى، تخطت حاجز الـ 3 مليارات دولار) ولا حس ولا خبر من الحكومة اوالحزب الذي سينجح في الانتخابات دون وجع دماغ والحلاوة براءة طلعت

    ردحذف
  2. وبدون تعليق (((9 ساعات من الانتظار أمام منافذ "برنامج الرئيس لدعم محدود الدخل من أجل "2 كيلو لحمة"))وعيد سعيد بلحمة او من غيرها

    ردحذف
  3. عيد مبارك وايام مباركة ويوم من اعظم ايام العام يوم عرفة ومشهد عظيم حقاً فى وقفة عرفات يوم يتباهى الله، سبحانه وتعالى، بخلقه من البشر أمام ملائكته، ولو فكر المرء منا قليلاً كيف يكون تباهى الخالق بخلقه، لاستحيا من فعله وقوله وحياته بأجمعها لم اقترفه ويقترفه من صغائر الأعمال وكبائره وساعتها مع رضا الرب وداعا للاحباط وتحية ل د بليغ حمدي وايامه المباركة باليوم السابع

    ردحذف