الثلاثاء، 6 أبريل 2010

متي يفقد الرجل ظله



ومتي يفقد الرجل ظله ..؟

مع قطار الزمن ومحطاته أشعر أن تقدمي في السن جعلني أتنحي كثيرا عن المجادلة في أمور كثيرة ، مثل حديث خطيب الجمعة عن التطبيع والسلام بين الذئاب والأغنام في عهد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز .. نعم يهرب الزمن كثيرا من بين يدي بعلمي أو بدونه لكن الذي ساعد علي ذلك كان مغالبتي للنوم مع رتابة الخطبة ، وارتفاع درجة الحرارة وتقلبات شهر ابريل .. وإن كان في كل أسبوع يوم جمعة كما يقول الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد فقد جاء السؤال المباغت من جاري في الصف بعـد الصلاة ليجعلها جمعة مختلفة ..

ـ هل صحيح أن المهندس الألفي مات

طأطأت الرأس .. وحبست علامة استفهام كبيرة فأنا أيضا لم أحضر جنازته أو أشاركه آلامه الأخيرة .. كانت آخر مكالمة معه بمناسبة عيد الاضحي ولم تستغرق سوي بضع ثواني ..

لقد رحل عن دنيانا وقد توقفت الزيارات بيننا ، وان كانت من جانبي غالبا فقد كان سكنه في الدور الأول يجعل الزيارة أسهل .. لقد افترقنا في العمل بانتقاله إلي شركة أخري ثم أحيل هو إلي المعاش .. تري ما سبب القطيعة ..؟

تعددت أسباب الفراق واللقاء منذ أن تقبلنا في الشركة الأهلية للغزل أنا كمهندس صيانة ميكانيكية من هندسة الإسكندرية وهو مهندس ورش من هندسة المنصورة وانتقل للعمل في الشركة العربية للشحن والتفريغ وعاد لصناعة النسيج بالشركة العربية حيث تقابلنا من جديد وتركها لشركة الأصواف والمنسوجات (ستيا )

واختلفا حول الاستقرار والتغيير وقليل الحركة قليل الصيد فقد كان صيادا محترفا وكنت اكتب القصة ..

هذه المرة جالت بخاطري جملة أحفظها للروائي المبدع فتحي غانم ختم بها الفصل الخاص بوالد بطله عبد الحميد السويفي بعد تلقي العزاء في رواية الرجل الذي فقد ظله ..

.. وذات عصر بكيت ..

حدث نفس الشئ يوم وفاة المرحوم والدي فقد تحجرت الدموع وتوالت سردا أدبيا بعدها .. وماذا تفيد معرفة الإجابة الآن ..؟

لن استطيع ارتشاف الحزن دواءً من الكوب المثقوب

أدرت راسي بحثا عن ظلي ..

لقد مات صديقي محمد السيد الألفي منذ أيام أو أسابيع معدودة علي ما أظن ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق