السبت، 26 يونيو 2010


غروسمان وغــزة ولغـــز شمسون


قالوا ..لا تغلق الباب الذي بينك وبين الناس فقد تعود إليه‏.. !‏

‏*‏ مادمت لا تقدر أحدا‏,‏ فكيف تغضب لان أحدا لا يقدرك‏.. !‏

‏*‏ سوف يبقي الفشل مرا‏,‏ إذا لم تبتلعه‏..!‏

ما أروع استخدام فن التشبيه والبيان ووصف الأدباء الذي ينافس الصورة .. الصورة تقول أننا أمام غطرسة القوة وشمسون العصر الحديث .. بل ونوع من الاستبداد والذي يمثل صورة دولة تستعذب إذلال شعب منزوع السلاح ..

حقا ما أروع الأدب بمعناه الأخلاقي والأدبي أو الفني .. تذكرت ذلك والتلفاز ينقل لنا مشاهد من جنازة المصور الصحفي التركي الذي كان على متن إحدى سفن أسطول الحرية التي هاجمها الكوماندوز الإسرائيلي نهاية مايو الماضي في عرض البحر وهي في طريقها إلي غزة المحاصرة وفي ذكري مرور ألف يوم علي حصار غزة والمدهش والمحزن حقا ما قالوه من أن الرصاصة إصابته في الرأس بين عينيه - رحمه الله واسكنه فسيح جناته

وهذا يعني أن التصويب جاء من منطقة قريبة وباستعداد تام من مجرم لا يجد من يقاومه وكأنه يتدرب أو يؤدي ما تعود عليه .. وأعود للأدب والخيال والمجرم يرقص فرحا بعقدته وهو يتسوق ببطاقات الائتمان التي غنمها أو سرقها ..

كانت إصابة رائعة ..!!

ولا تفسير لذلك إلا ما قاله احد الأدباء الإسرائيليين (إسرائيل دولة تحيا في ذعر، وها هي تتحول إلى عصابة من القراصنة .." )

لا أعرف معاني البانوريا والمناخوليا واللاعقلانية لما فعله هؤلاء المدججون بالسلاح مقابل مدنيين لا يحملون شيئا ..لكن الأوصاف الأدبية هي الأكثر رسوخا في الأذهان لمطابقتها للواقع .. ويصف الكاتب والأديب الروائي الإسرائيلي دافيد غروسمان دولته

" إنها تشبه العضلات القوية، ولكن على جسد هزيل" وهو القائل أيضا في كتابه (( عسل الأسود)) :

( ورثت إسرائيل عن الأسلاف عقدة شمشون في تعذيب الفلسطينيين الذين استطاعوا فك لغز شمشون والعثور على نقطة ضعفه )

تحية لأبطال الحرية وللصمود والتحدي الحقيقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق